الفتاوي الشرعيه

10 فوائد مهمة لاستثمار شهر رمضان

استثمار شهر رمضان للقيام بالطاعات أمر ندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفه بشهر عظيم مبارك، وذلك أن رمضان موسم ربح عظيم لا يضيعه إلا خاسر، ولا يقعد عن المنافسة فيه إلا خائر، ولا يحرم فضله إلا شقي… وهذه العظمة وتلك البركة يجب أن تُشدَّ إليها الرحال، وأن ترتب لها الظروف والأحوال، وأن تعد لها العدة وأن تشحذ لها الهمة.

كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يشتاق إليه وينتظره ويدعو الله أن يمد في عمره حتى يبلغه، وكان يبشر الصحابة الكرام بقدومه ويشجعهم على التنافس فيه حتى يكونوا من الذين يتباهى بهم رب العزة وتحتفي بهم الملائكة في السموات العلا ف يقول صلى الله عليه وسلم: “أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل” رواه الطبراني ورجاله ثقات (عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه).

ومن أجل هذا وجب الإعداد والتخطيط الجيد لاستثمار شهر رمضان، وانتهاز هذه الفرصة العظيمة، وبين يدي ذلك نقدم هذه الفوائد المهمة:

أولاً: حدد أهدافك في هذا الشهر الكريم

أقبل على الله تعالى بنية صالحة مخلصة وعزيمة قوية صادقة؛ وافتح مع ربك صفحة جديدة بالتوبة من الذنوب والمعاصي، وجدد النية لصيام شهر رمضان، إيمانًا واحتسابًا لوجه الله الكريم، وابدأ بوضع أهدافك لهذا الموسم العظيم، واعلم أنه: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم؛ وليكن هدفك الرئيسي هو تحصيل التقوى (لعلكم تتقون)، ويمكن أن تقسم أهدافك الفرعية كالتالي:

أولا: مع نفسك.

ثانيا: مع أسرتك.

ثالثا: مع أرحامك.

رابعا: مع جيرانك.

خامسا: مع زملائك في العمل.

سادسا: مع أمة الإسلام.

ثانياً: خطط للبرنامج الآتي:

–   برنامج للقرآن الكريم بحيث تستزيد من الكم الهائل من الحسنات المضاعفة، واحرص على أن تختم القرآن عدة مرات، واحرص على حفظ قدر من القرآن الكريم يوميًّا، وتنافس في ذلك مع أحبابك للتشجيع والتحفيز.

–  برنامج للدعاء حدد مطالبك، واكتب أدعيتك، واحرص على ترديدها في هذا الموسم العظيم، واسأل ربك معالي الأمور فهو الجواد الكريم.

–  خطط برنامج للتزود من العلم

–  خطط للصدقات

ثالثاً: احرص على الاستيعاب الفقهي الجيد للصيام وآدابه:

ومن صور استثمار شهر رمضان أن تهتم أنت والأسرة بمدارسة آداب وفقه الصيام بطريقة مبسطة في بداية رمضان أو قبل بدايته إن أمكن من أجل الاستعداد الجيد للأمر قبل الممارسة بدون علم؛ وبالتالي تلاشي الوقوع في الأخطاء مع الحرص على الفتاوى لبعض الحالات الخاصة بالتواصل مع العلماء.

احرص على أن يكون صيامك في أعلى الدرجات:

1 – صوم العموم: كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.

2 –  صوم الخصوص: كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام.

3 – صوم خصوص الخصوص: صوم القلب عن الهمم الدنيئة، والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية.

رابعاً: احرص على تشجيع أسرتك وتهيئتها بصورة جيدة لاستثمار شهر رمضان:

اعقد مع زوجتك وأبناءك لقاءً أسريًّا تحت عنوان (هيا نستثمر رمضان) اجلس معهم وتشاوروا جميعا عن إعداد برنامج للاستفادة من الشهر الكريم؛ حفزهم وستجد بإذن الله عندهم أفكاراً ظريفة؛ واحرصوا على الخروج بخطة مكتوبة ذات وسائل واقعية ويمكن قياسها ومتابعتها.

خامساً: احرص على تزيين بيتك والأماكن العامة بزينة رمضان الجميلة:

واستفد من ذلك في إدخال البهجة والسرور على أنفس الناس جميعاً، وخصوصاً الأطفال إضافة إلى نشر المبادئ النبيلة، مثل الحجاب والاهتمام بالقرآن ومواساة المسلمين.

سادساً: احم وقتك في رمضان واحرص على حسن توظيفه:

وقت رمضان الغالي الثمين الذي يتضاعف فيه الأجر والثواب يتطلب الاستثمار الجيد والحماية من الضياع وذلك بالآتي:

أ – ضع خطة زمنية مكتوبة لاستثمار الشهر الكريم:

1 – خطة إجمالية للشهر كله: بحيث تقوم بتوزيع الوسائل التي تخدم الأهداف التي وضعتها على الشهر كله وتكون مكتوبة لتتابع نفسك وأسرتك فيها أولاً بأول.

2 – خطة يومية لتنظيم الوقت خلال اليوم الواحد: وقت تجلس فيه الأسرة سويًّا –ساعات النوم– أوقات القراءة– أوقات الزيارة والتواصل الاجتماعي –أوقات مذاكرة الأبناء– …… وهكذا؛ هيا ننظم شئوننا ونبتعد عن العشوائية ولا نترك أنفسنا للظروف.

ب – ضوابط لحماية وقت رمضان:

1 – تجهيز المتطلبات اللازمة للمنزل قبل رمضان قدر الإمكان: مثل الأطعمة التي يمكن تخزينها.

2 – شراء متطلبات العيد من ملابس وغيرها قبل رمضان بدلاً من تضييع الأوقات الكثيرة في الزحام في العشر الأواخر.

3 – عدم التوسع في أوقات الزيارة أو الإكثار من المراسيم والعزائم.

4 – الاقتصاد في الأوقات التي تقضيها أمام وسائل الإعلام حتى لو كنت تشاهد برامج صالحة: فالإعلام بوسائله الجذابة أكول للوقت؛ والأصل أن تؤدي الأعمال الصالحة بدلاً من الإكثار في مشاهدة الصالحين وتحرم نفسك؛ ليكن الأمر متوازناً مشاهدة صالحة هادفة، وبلا إسراف وفي أوقات محددة.

ج- حاول أن تستفيد من الوقت الواحد في أكثر من عمل:

مثل الذكر أثناء المشي أو تلاوة القرآن في السفر أو الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم واحرص على أن تصحب المصحف دائما.

سابعاً: احرص على التخطيط الجيد للعبادة:

أ – إياك أن تكثر من الطعام في وقت الإفطار: فتذهب إلى التراويح نائماً لا تستطيع التدبر ولا التفكر فتكون صلاتك جسداً لا روح فيه، ويضيع عليك الشهر يومًا بعد يوم؛ هيا نحرص على تطبيق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلمبأن نفطر بعد أذان المغرب مباشرة على تمر أو عصير، ثم نتوجه إلى الصلاة، وبعدها نتناول طعاماً خفيفاً وبعض المشروبات، ثم نتوجه لصلاة التراويح، ونجعل الطعام الأساسي بعد التراويح فهذا أفضل صحيًّا وعباديًّا.

ب – احرص على أوقات السحر التي تتفتح فيها أبواب السماء.

ج – احرص على حجة وعمرة تامتين كل يوم أو على قدر استطاعتك: باستثمار الوقت من صلاة الفجر حتى شروق الشمس في ذكر الله تعالى ثم صلاة الضحى.

ثامناً: راعِ في الزيارات والولائم الآتي:

1 – أن يكون وقت الزيارة غير طويل من 1/2 إلى 3/4 ساعة على الأكثر.

2 – احرص على أن تكون الولائم بعيدة عن العشر الأواخر حتى لا تضيع أيام الاعتكاف ذات الفضل العظيم.

3 – احرص على أن تنتهي الوليمة قبل العشاء بوقت كافٍ حتى لا تضيع صلاة العشاء في الجماعة ولا تضيع التراويح.

4 – احرص على توظيف الزيارات في إرشاد أحبابك إلى الخير، واجتهد أن تذكرهم هذا العام بحسن اختيار أعضاء للبرلمان ممن يخشون الله تعالى ويسعون لإصلاح وطنهم وتجنب الثرثرة والغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس.

5 – إذا أمكن أن تكون الولائم في أيام حيض الزوجة فيا حبذا.

6 – احرص قدر الإمكان أن تجمع أكبر عدد من الأحباب الذين تريد دعوتهم للوليمة عندك في الإفطار الواحد فإذا قمت بعمل وليمة واحدة كبيرة أو اثنتين أفضل من أن تضيع الشهر كله في ولائم كثيرة صغيرة.

7 – يفضل أن تكون الولائم في العشر الأوائل قدر الإمكان.

8 – تجنب الإسراف والمباهاة والترف حتى لا تخرج عن مقصود الشهر الكريم.

9 – لا تنس الفقراء والمساكين في ولائمك فهم الأولى.

10 – عدم جعل الولائم وسيلة للتنافس الاجتماعي والمباهاة بين الناس فإصرار الجميع على رد العزومة يضيع الشهر كله في الولائم.

تاسعاً : خطط جيداً للعشر الأواخر: ومن وسائل استثمار شهر رمضان أن تضع لنفسك الخطط التي تعمل عليها في العشر الأواخر، حين يمكن أن يدب التعب إلى النفس.

أولا: تنظيم الوقت وترتيب العمل قدر الإمكان من أجل الاعتكاف: مع الحرص الشديد على ليلة القدر (يمكن الاستفادة من الإجازات الاعتيادية).

ثانيا: شراء مستلزمات العيد وملابس الأطفال والحاجيات قبل رمضان أو على الأقل قبل العشر الأواخر.

ثالثا: عدم الانشغال بالكعك والبسكويت في أيام العشر الأواخر: وإن كان لا بد فاعلا من هذه العادة فلتكن بعيدا عن هذه الأيام المباركة ويفضل أن نشتريها جاهزة إن سمحت الظروف أو أن نعدها قبل بدء رمضان أو في أيام حيض الزوجة إن أمكن.

عاشراً: خطط لأموالك وأعد للميزانية جيدا:

1 – ميزانية الأسرة.

2 – التبرع لإفطار الصائم.

3 – التبرع لشنطة رمضان.

4 – التبرع لفلسطين.

5 – زيادة مصروف الأولاد لتعليمهم الصدقة وفعل الخيرات.

6 – الولائم.

7 – ملابس العيد.

8 – صدقة الفطر.

9 – الفقراء والأيتام.

10-  هدايا العيد والعيدية.

الدكتور رشاد عبد الحليم لاشين



الكاتب إسلام أون لاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى