الفتاوي الشرعيه

ما هو حكم تقبيل خطيبتي وحضنها

رسول

ما هو حكم تقبيل المخطوبة

السؤال:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لى سؤال، وجزاكم الله عنى الف خير،

أنا الآن فى عمر 26 أحيانا أكون مع خطيبتى، وأحيانا يحصل عناق وتقبيل بيننا ، فما رأى الدين في ذلك؟ وجزاكم الله الف خير، وشكرا.

الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بالنسبة للسؤال المتعلق بتقبيل المخطوبة إن حصل عقد شرعي مكتمل الأركان فإن هذه المرأة تعد زوجتك، ولا شيء عليك في تقبيلها أما إذا لم يحصل العقد الشرعي فإن ما اقترفته يعد أمرا محرما وهو من قبيل مقدمات الزنا ولا يؤمن معه أن يتطور ويحدث جماع ينشأ معه حمل ، وهذا كله نتيجة التسيب والتحلل من شرع الله سبحانه وهذه المرأة المخطوبة ما زالت أجنبية عليك والمفروض أنه لا يرى الخاطب من مخطوبته إلا ما يراه الأجانب من الوجه والكفين ، وما وقعتما في هذا الأمر إلا باستحواذ الشيطان وتزيينه المعصية لكما فعليكما التوبة إلى الله سبحانه وتعالى وعليكما أن تسدا هذا الباب بالتوبة النصوح وبكثرة الاستغفار والتضرع إلى الله ، وعليكم أن تسرعوا بإتمام أمر الزواج حتى ينغلق باب الشيطان.
وهذا الأمر على الرغم من خطره إلا رحمة الله أوسع فعليكم الاستمساك بأوامر الله ، وأن تحرصا على مرضاته سبحانه وتعالى ، وأن تنضبطا بضوابط الشرع .

واعلم أيها السائل الكريم أن الخطبة لا تبيح شيئا للمرأة أو الرجل ولا ترفع عنهم كونهم أجنبيين ، فلا يجوز النظر أو التقبيل أو أي شيء من هذه الأمور المحرمة ، وعليكما التوبة والاستغفار إلى الله تعالى والتوبة إلى الله تعالى ، والله سبحانه وتعالى يقبل التوبة إذا كانت بإخلاص .


يقول الشيخ فيصل مولوي رحمه الله أمين عام الجماعة الإسلامية بلبنان ، والقاضي الشرعي :

الفتاة المسلمة أجنبية غريبة بالنسبة لخاطبها الذي يريد الزواج منها ما لم يتمم إجراء العقد؛ وبالتالي فلا يجوز لها مع هذا الإنسان إلا ما يجوز لها مع غيره: فالخروج مثلاً إذا كان بحضور أحد محارمها ومع المحافظة على حجابها جائز، كما أن أي اتصال بين الخاطبين قبل إتمام عقد الزواج لا يعتبر جائزاً إلا إذا كان منضبطاً بالضوابط الشرعية التي تتعلّق بالتواصل بين المرأة وأي إنسان أجنبي.

إن الخطبة وهي وعد بالزواج لا ترتّب أثراً بين الخاطبين يبيح ما هو محرّم، ولكنها تعتبر مبرراً للتواصل بالهاتف أو بالرسائل أو بالزيارات مع الاحتفاظ بالضوابط الشرعية كما أسلفنا.

والأصل الشرعي في كلّ ذلك أن الخاطبين قبل العقد يعتبران غريبين تماماً، وبعد العقد فقط يعتبران زوجين ويحلّ لهما كلّ الأمور الزوجية التي يحلّها الشرع.

يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس ـ أستاذ الفقه ـ جامعة الأزهر:

فلا يحل له أن يختلي بها، أو أن يخرج معها، أو أن يَمَسَّ شيئًا من بدنها، ولو كان عضوًا يجوز له النظر إليه؛ لأنها محرمة عليه قبل العقد عليها، ولم يرد الشرع بغير النظر، فبقي ما عداه على أصل التحريم، ولأنه لا يُؤْمَن مع الخَلْوة بها، أو الخروج معها، أو مس شيء من بدنها من ثوران الشهوة ومواقعة المحظور؛ ولهذا منع الشارع من ذلك كله، وورد هذا المنع في نصوص كثيرة، منها: ما رُوِيَ عن جابر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “لا يَخْلُوَنَّ رجل بامرأة ليست منه بمَحرَم؛ فإن الشيطان ثالثهما”، أي يكون معهما في هذه الخَلْوة، يُوَسْوِس لهما بارتكاب المعصية، وما رُوِيَ عن معقل بن يسار أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “لأن يُطعَن في رأس أحدِكم بمِخْيَط من حديد، خير له من أن يمَسَّ امرأة لا تَحِل له” وما روي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: “مَن مسَّ كفَّ امرأة ليس منها بسبيل، وضع على كفِّه جمرة يوم القيامة”

والمرأة التي لا تَحِل للَّامس، أو التي لا سبيل له عليها، هي المرأة الأجنبية التي ليست زوجًا له، كتلك التي يَخطُبُها لنفسه ولم يَعقِد عليها بعدُ، فالالتزام بهذا الأدب الإسلامي، ينتهي بالعلاقة بين الخاطب ومخطوبته إلى الغاية التي أرادَها الشارع، من إتمام عقد النكاح بينهما، ودوام العِشْرة، وقيامها على أُسُس من شرع الله سبحانه، بدلًا من سلوك مُعْوَجٍّ قامت عليه هذه العلاقة أسفر عن مفاسد كثيرة، نسمع ونرى ونقرأ عنها، لا تنتهي بهذه العلاقة إلى خير؛ نتيجة لتنكُّب أطرافها الطريق القويم الذي رسمه الإسلام، وانصياعهم لغرائزهم وشهواتهم، فكان مصيرهم البوَار والخُسران المبين. أهـ.

موقع رسول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى